مغاربة العالم في قلب التنمية الترابية: ندوة وطنية بأكادير لتعزيز الروابط والمساهمة في تنمية الجهات


يأتي تنظيم هذه الندوة في سياق تعزيز الروابط بين المغرب وجاليته المقيمة بالخارج. يقدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن عدد المغاربة المقيمين بالخارج يتراوح بين 6 و6.5 ملايين شخص، أي حوالي 15% من سكان المغرب. وتشير التقارير إلى أن تحويلات مغاربة العالم تتجاوز 7% من الناتج المحلي الإجمالي، بمبلغ قد يصل إلى 117 مليار درهم في عام 2024، ما يعكس عمق الروابط التي تجمعهم بوطنهم الأم.
شهدت السنوات الأخيرة جهوداً مكثفة من المغرب لتحسين الخدمات المقدمة لمغاربة العالم، بما في ذلك رقمنة الخدمات القنصلية، توقيع اتفاقيات الضمان الاجتماعي، وبرامج لنقل الخبرات والكفاءات مثل مبادرة MAGHRIBCOM. تأسيس مجلس الجالية المغربية بالخارج في 2007 ودسترة هذه المؤسسة في 2011 يعكسان التزام المغرب بتعزيز الروابط مع جاليته.
تأتي هذه الجهود استجابة للخطاب الملكي في 20 أغسطس 2022، الذي دعا إلى تحسين السياسات العامة لضمان ولوج أفضل لمغاربة العالم إلى الخدمات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. كما أكد الخطاب على ضرورة تعزيز مشاركتهم في إدارة الشؤون الجهوية والتنمية الاقتصادية بالمغرب، خاصة بعد تفعيل الدستور والقوانين التنظيمية للجماعات الترابية في 2015، التي جعلت الجهات المجال الترابي الأنسب للتنمية.
في مارس 2023، نُظمت ندوة في الرباط حول “تعزيز مساهمة مغاربة العالم في تنمية الجهات”، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وجمعية جهات المغرب، لتعزيز دور الجالية في التنمية الترابية.
اليوم، تسعى ندوة أكادير إلى تعزيز هذه الرؤية، من خلال تسليط الضوء على المبادرات المحلية المتعلقة بالهجرة والتنمية، وتقديم رؤية واضحة حول الأنظمة المتاحة وأفضل الممارسات، مما يساهم في رفع وعي الفاعلين المحليين بالتحديات التي تواجه مشاركة مغاربة العالم في التنمية الترابية.