منتدى اقتصادي بأكادير: الفاعلون في جهة سوس ماسة يبحثون عن وصفة جديدة للتشغيل والاستثمار

شهدت مدينة أكادير، صباح الثلاثاء 20 ماي 2025، تنظيم منتدى اقتصادي مهم تحت شعار “رفع تحديات خلق فرص الشغل: تفكير إجماعي في اقتصاد الغد”، جمع أزيد من 200 فاعل من القطاعين العام والخاص لمناقشة واحدة من أعقد معادلات التنمية: كيف نخلق فرص شغل حقيقية ونقوي جاذبية الاستثمار في جهة سوس ماسة؟

المنتدى، الذي ترأسه والي جهة سوس ماسة، سعيد أمزازي، بحضور رئيس الجهة كريم أشنكلي وممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب والغرف المهنية والمصالح الخارجية، جاء ضمن مشروع “سودير” (SODER)، وهو مبادرة تنموية تُشرف عليها وزارة الداخلية بدعم من مؤسسة التعاون الألماني GIZ، وتهدف إلى تنسيق الجهود بين الفاعلين لإطلاق دينامية اقتصادية جديدة في الجهة.

خلال الجلسة الافتتاحية، شدد والي الجهة على ضرورة الاستثمار في التعليم والتكوين وتطوير المهارات كمدخل أساسي لجعل الجهة أكثر جاذبية للمستثمرين وأكثر تنافسية على المستوى الوطني. كما تم التطرق لمجموعة من الآليات الحكومية والجهوية التي تسعى إلى دعم المقاولات وتحفيز خلق مناصب الشغل.

المنتدى لم يكتف بالخطابات، بل دخل مباشرة في صلب الموضوع من خلال ثلاث ورشات ناقشت مواضيع حيوية: كيف نربط التكوين بسوق الشغل؟ كيف نجعل الاستثمار أكثر سهولة؟ وكيف نُعيد هيكلة سلاسل القيمة الإنتاجية؟.

كما تم تقديم حصيلة تنفيذ برنامج التنمية الجهوية للفترة 2022-2027، وسط نقاش مفتوح حول ضرورة توحيد الرؤى بين مختلف البرامج الاقتصادية الجهوية لضمان فعالية أكبر وتأثير ملموس على أرض الواقع.

المنتدى يهدف إلى أكثر من مجرد تبادل للأفكار، إذ يسعى إلى بلورة خارطة طريق اقتصادية تشاركية تحدد أولويات الجهة في مجالات حيوية كالتكوين، التمويل، العقار الصناعي وهيكلة القطاعات.

كما أن التوصيات المنتظرة من هذا اللقاء من المفترض أن تشكل أرضية لانطلاقة جديدة تُمكّن سوس ماسة من تبوؤ مكانة اقتصادية أقوى وأكثر شمولية.

هذا اللقاء يؤكد مرة أخرى أن الجهات لم تعد تنتظر الحلول من المركز، بل أصبحت تتحرك بإمكانياتها وشراكاتها لبناء نموذج تنموي خاص بها، يجمع بين الطموح والواقعية.