
تحتضن مدينة آيت ملول، لقاء تواصليا هاما، تنظمه كل من جمعية “الوفاق للمهنيين والصناع”، وجمعية “السعادة للأعمال الاجتماعية للصناع والحرفيين”، تحت شعار: “من أجل مقاربة تشاركية للنهوض بالصناعة التقليدية والحرفية بآيت ملول”.
ويأتي هذا اللقاء، في ظل سياق اجتماعي ومهني، متأزم، يعيشه قطاع الصناعة التقليدية بالمنطقة، نتيجة تحديات بنيوية وأزمة ثقة متصاعدة، فجرها حذف مشروع المنطقة الحرفية من التصميم الجديد للتهيئة، دون أدنى استشارة للمهنيين المعنيين، ما اعتبره هؤلاء “ضربة موجعة” لأحد أبرز أحلامهم للخروج من الهشاشة.
اللقاء المرتقب، لا يهدف فقط إلى فتح حوار مؤسساتي جاد، بل يسعى أيضا إلى إجراء تشخيص واقعي لأوضاع القطاع، واقتراح حلول عملية تواكب التوجيهات الملكية السامية، خاصة ما يتعلق بإشراك الفاعلين المحليين، في رسم السياسات التنموية.
ومن بين أبرز المحاور التي ستتم مناقشتها:
- الإقصاء من المشاريع المهيكلة، وعلى رأسها حذف المنطقة الحرفية، التي كانت تُنتظر كحل جذري لمعضلة الفضاءات العشوائية التي يعمل بها الحرفيون حاليًا.
- تهميش صوت الحرفيين، حيث تسود حالة من الاستياء بسبب تغييبهم عن عملية اتخاذ القرار، ما يتنافى مع مبادئ الحكامة والمشاركة.
- تعطل صرف الدعم العمومي، رغم رصد وزارة السياحة والصناعة التقليدية لـ4 ملايين درهم لفائدة القطاع بالمدينة، إلا أن الدعم لم يُفعل بعد.
- تصريحات متضاربة من مسؤولي المجلس الجماعي، مما زاد من الضبابية وعدم وضوح الرؤية بخصوص مستقبل القطاع.
- أزمة ثقة متفاقمة بين المهنيين والمؤسسات، نتيجة غياب آليات الاستماع والإنصات والتفاعل.
اللقاء، يشكل فرصة لإعادة طرح مطالب الحرفيين، بشكل جماعي ومنظم، وسط حضور فاعلين مؤسساتي ين، وممثلي السلطات المحلية، والمنتخبين، والقطاعات الوزارية المعنية، في مسعى لبلورة خارطة طريق، تضع القطاع في صلب اهتمامات التنمية المحلية.
ويأمل المنظمون والمشاركون، في أن تفضي أشغال اللقاء، إلى توصيات عملية قابلة للتنفيذ، ترفع إلى الجهات الوصية، وتلقى التجاوب اللازم، انسجاما مع الرؤية الملكية الداعية إلى إدماج الفاعلين المحليين، في إعداد السياسات العمومية، وضمان شروط العيش الكريم، لكافة فئات المجتمع.
هذا اللقاء، وإن كان تواصليا في ظاهره، فإنه يعكس عمق القلق الذي يعيشه الحرفيون بمدينة آيت ملول، ويؤشر إلى أن الوقت قد حان لإعادة الاعتبار لهذا القطاع الحيوي، من خلال تبني مقاربة تشاركية حقيقية، تضع الصانع التقليدي في قلب معادلة التنمية.