المغرب يرسخ موقعه في القيادة الأممية للابتكار الرقمي والتنمية المستدامة

في خطوة تؤكد التزام المغرب الراسخ بتعزيز التعاون الدولي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

ترأس السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية، لدى الأمم المتحدة، إلى جانب نظيرته الفنلندية إلينا كالكو، أشغال الدورة العاشرة للمنتدى متعدد الأطراف، للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار، المنعقد يومي 7 و8 ماي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.

حمل المنتدى، المنظم تحت شعار، “تطوير الحلول العلمية والتكنولوجية، المستدامة والشاملة، والقائمة على المعطيات الدقيقة، من أجل خطة 2030 وأهدافها للتنمية المستدامة”، طابعاً استراتيجياً، بمشاركة رفيعة المستوى، ضمت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، بوب راي، إلى جانب وزراء ومسؤولين حكوميين، وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني.

في كلمته الافتتاحية، شدد السفير عمر هلال، على أهمية المنتدى كفضاء تفاعلي لتبادل الخبرات، وتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين، من أجل إدماج العلوم والتكنولوجيا، بشكل فعّال في تنفيذ أجندة 2030.

وأبرز أن وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ما تزال متباطئة، إذ لم تتجاوز نسبة الإنجاز 17 في المائة، بعد مرور عقد من الزمن على اعتمادها.

كما اعتبر هلال أن الذكرى العاشرة لانطلاق المنتدى، تشكل لحظة تقييمية ضرورية، واستشرافاً للفرص المتاحة في سياق التحولات الرقمية، والرهانات العالمية، مشيراً إلى الميثاق الرقمي العالمي، الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلى المؤتمرات المرتقبة حول التمويل من أجل التنمية، والتنمية الاجتماعية خلال النصف الثاني من سنة 2025.

من جهتها، أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي، وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، التي شاركت كضيفة شرف عبر تقنية التناظر المرئي، أن العالم يواجه مسؤولية جماعية، لمنع تكرار أنماط التفاوتات القديمة، في العصر الرقمي الجديد، داعية إلى توظيف التكنولوجيا، لخدمة العدالة الاجتماعية والإنصاف والتقدم المشترك.

وقدمت السيدة السغروشني، لمحة عن الرأسمال الرقمي للمغرب، مستعرضة مبادرات نوعية، مثل “النساء الإفريقيات في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ” التي تضم 80 سيدة أعمال من 28 دولة، ومبادرة “اتفاق الرباط،” لإرساء إطار إفريقي لحكامة الذكاء الاصطناعي.

في السياق ذاته، أبرز الوفد المغربي، الأثر العميق للهوة الرقمية، خاصة في القارة الإفريقية، داعياً إلى دعم القدرات الرقمية، وتوفير البنيات التحتية التكنولوجية والمهارات الرقمية.

وأعاد التأكيد على التزام المغرب، بانتقال رقمي سيادي وشامل، عبر استعراضه لاستراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، ومبادرة “الرقمنة من أجل التنمية المستدامة (D4SD)”، التي تهدف إلى تعزيز موقع المملكة، كرائد إقليمي في المجال الرقمي.

ومن المقرر أن يقدم السفير عمر هلال، باعتباره رئيساً مشاركاً للمنتدى، تقريراً مفصلاً يتضمن خلاصات وتوصيات المنتدى، في يوليوز المقبل أمام المنتدى السياسي رفيع المستوى، الهيئة العليا للأمم المتحدة، المكلفة بتتبع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

بهذه المشاركة الفاعلة، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كفاعل أساسي، في النقاشات الدولية حول المستقبل الرقمي، والتنمية المستدامة، من خلال قيادة مبادرات طموحة، تعكس رؤية شمولية ومندمجة، لتحقيق التحول الرقمي في خدمة المجتمعات.