المدارس العليا للتكنولوجيا تعتمد النظام الجديد لتعزيز المهنية والجودة

صادقت الحكومة المغربية، خلال مجلسها الأسبوعي، المنعقد يوم الخميس 12 يونيو 2025، على مشروع المرسوم رقم 2.25.456، القاضي بتغيير وتتميم المرسوم السابق رقم 2.04.89، مما يفسح المجال أمام إعادة اعتماد نظام “الباشلور” داخل المدارس العليا للتكنولوجيا.

القرار الجديد، جاء بمبادرة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، الذي اختار بعث روح جديدة في نظام الباشلور، الذي سبق أن أقره الوزير الأسبق سعيد أمزازي سنة 2021، قبل أن يتم التراجع عنه في بداية الولاية الحالية، من طرف الوزير عبد اللطيف ميراوي.

ويهدف هذا التوجه، إلى سد الفراغ الذي خلفه إلغاء الإجازة المهنية، من خلال إرساء تكوينات جامعية مهنية تستجيب لمتطلبات سوق الشغل المتطور، وتعزز حظوظ خريجي الجامعات في الاندماج السريع والفعال في النسيج الاقتصادي الوطني والدولي.

وحسب بلاغ لوزارة التعليم العالي، فإن اعتماد نظام “الباشلور في التكنولوجيا” سيمنح المدارس العليا للتكنولوجيا، صفة التميز الأكاديمي مع الحفاظ على هويتها التطبيقية، كما سيعزز من قدرات الطلبة اللغوية والثقافية والتقنية، بما يسهم في تحسين فرصهم في الولوج إلى سوق الشغل أو متابعة الدراسات العليا.

ويستند هذا النظام، على مقاربة بيداغوجية أنجلوساكسونية، تعتمد على الكفايات العرضانية والمهارات الذاتية، مع إحداث سنة تأسيسية تمهيدية، تربط التعليم الثانوي بالتكوين الجامعي، مما يسهل انتقال الطلبة ويعزز جاهزيتهم المعرفية والمنهجية.

هذا الإصلاح، يندرج في إطار تنزيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17، ولا سيما في شقه المتعلق بتنويع العرض التكويني وتحسين جودته في المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، في أفق بناء نموذج جامعي أكثر مرونة وانفتاحًا.

ويذكر أن تجربة الباشلور الأولى في الجامعات المغربية، رغم بدايتها الواعدة سنة 2021، عرفت توقفا مفاجئا بعد قرار الوزير ميراوي إلغائها، مما خلف ارتباكًا لدى آلاف الطلبة وأساتذتهم. ويُعوّل اليوم على النسخة الجديدة، التي تنطلق من بوابة المدارس العليا للتكنولوجيا، أن تحقق توازنًا بين الطموح الأكاديمي والحاجة الملحة لتكوينات مهنية ذات جودة عالية.