رحيل فارس القرآن.. الشيخ عبد العزيز الكرعاني في ذمة الله
الشيخ عبد العزيز الكرعاني في ذمة الله

بقلوب يعتصرها الحزن، ورضى بقضاء الله وقدره، ودعت الأوساط الدينية والتربوية في المغرب، وفي العالم الإسلامي عامة، أحد أعمدة تلاوة وتعليم القرآن الكريم، القارئ الشيخ سيدي عبد العزيز الكرعاني، الذي وافته المنية بعد مسيرة عامرة بالعطاء في خدمة كتاب الله تلاوة وتعليما وإمامة.
الشيخ عبد العزيز الكرعاني لم يكن مجرد قارئ، بل كان مدرسة في الأداء القرآني، ومعلّمًا لأجيال من الحفاظ والقراء، أفنى عمره في خدمة القرآن الكريم، مجسداً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
وقد تخرّج على يديه عشرات الطلبة، الذين حملوا مشعل التلاوة، وساروا على نهجه في خدمة القرآن، مما جعله يحتل مكانة مرموقة في قلوب أهل القرآن ورواد المساجد والمجالس العلمية.
عرف الشيخ الراحل بقراءته الخاشعة، وصوته الندي الذي أسر قلوب المصلين، وحرصه على أداء رسالته القرآنية بكل صدق وإخلاص.
لم تكن جهوده محصورة في محراب المسجد، بل امتدت إلى حلقات التحفيظ، والمدارس العتيقة، والمنابر الإذاعية، حيث ظل يزرع حب القرآن في قلوب الناس، كباراً وصغاراً.
ورغم تواضعه الجم، كانت له بصمته المتميزة التي لا تخطئها آذان المستمعين، وسيرته التي شهد لها القريب والبعيد بالنقاء والإخلاص.
فور إعلان نبأ وفاته، عجت منصات التواصل الاجتماعي برسائل التعزية والدعاء، مستعرضة مناقب الشيخ ومآثره، ومؤكدة أن رحيله خسارة كبيرة للساحة القرآنية.
وقد تقدمت أسرته بجزيل الشكر لكل من واساها في مصابها، سائلين الله أن يتقبل الشيخ في الصالحين.
نسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويُسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه من علم نافع، وعمل صالح، وجهد مخلص في سبيل الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون.