مجتمع

آيت وكمار تنتظر الإنصاف: ساكنة أكبر مدشر باشتوكة آيت باها تناشد عامل الإقليم لفك العزلة

آيت وكمار تنتظر الإنصاف من عامل شتوكة أيت بها

في ظل استمرار التهميش الإقصاء، الذي يطبع الحياة اليومية لساكنة آيت وكمار، أكبر مدشر بإقليم اشتوكة آيت باها، تتعالى الأصوات مطالبة بتدخل عاجل من عامل الإقليم، السيد محمد سالم الصبتي، لفتح ورش تنموي يعيد الاعتبار لهذا التجمع السكني الذي يفوق عدد سكانه 20 ألف نسمة.

المنطقة تعاني من اختلالات هيكلية على عدة مستويات: بنية تحتية مهترئة، أزقة تغرق في مياه الصرف الصحي، وطرقات محفرة تصعب معها حركة المواطنين، خاصة في فصل الشتاء.

كما أن غياب المرافق العمومية الأساسية كملاعب القرب، مراكز ثقافية، فضاءات خضراء وحدائق، يجعل من حياة الساكنة اليومية معركة مستمرة مع الإقصاء.

وتعيش المقبرة المحلية وضعا مأساويا بعد امتلائها بالكامل دون التفكير في توفير بديل، فيما لا تزال الأسواق الأسبوعية، المنعقدة كل ثلاثاء وجمعة، تفتقد لأبسط مقومات التنظيم والتأطير، ما يحولها إلى فضاءات عشوائية تنعدم فيها شروط السلامة والنظافة.

أحد أبرز مظاهر هذا التهميش يتمثل في إغلاق فرع الحالة المدنية الذي شيد قبل سنوات دون أن يتم فتحه، مما يدفع السكان إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل إنجاز أبسط الوثائق الإدارية.

إلى جانب ذلك، لا تزال فئات عريضة من السكان محرومة من الكهرباء، بسبب عدم تعميم الشبكة أو تسهيل الحصول على العدادات المنزلية.

أما على مستوى التعمير، فتزيد تعقيدات المساطر المرتبطة بالحصول على رخص البناء من معاناة المواطنين، وتؤجج الإحساس بالحيف وغياب العدالة المجالية في توزيع المشاريع والبنيات التحتية داخل الإقليم.

ورغم ما تزخر به آيت وكمار، من طاقات شبابية وإرث ثقافي غني، لا تحظى بأي دعم مؤسساتي في هذا المجال.

خير مثال على ذلك مهرجان “الخيمة الحسانية”، الذي ينظم بشكل تطوعي ويمتد لخمسة أيام بمناسبة عيد العرش المجيد، ويعرف مشاركة واسعة من القبائل الصحراوية، من داخل وخارج الوطن.

ورغم إشعاعه الثقافي والسياحي، لم يستفد المهرجان من أي دعم يذكر من المجالس المنتخبة أو الجهات الوصية.

في ظل هذا الوضع، يوجه سكان آيت وكمار نداء مباشرا إلى السيد العامل، معبرين عن أملهم في أن تكون زيارته المنتظرة بداية لمرحلة جديدة من الإنصاف الترابي، تقوم على تشخيص دقيق لحجم الخصاص وإطلاق مشاريع تنموية مهيكلة تستجيب لانتظارات الساكنة.

فالإيمان بقدرة المسؤولين على إحداث التغيير يبدأ من القرب الميداني والاستماع للناس، وهي مقومات تعوّل عليها الساكنة في المرحلة الحالية، في انتظار أن يتحول هذا الأمل إلى واقع ملموس يعيد للمنطقة كرامتها وحقها في العيش الكريم.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى