نظام جديد لحجز مواعيد التأشيرة الفرنسية يضع حداً للوساطة ويعزز الشفافية
نظام جديد لحجز مواعيد التأشيرة الفرنسية

في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص، أعلنت شركة TLScontact، المكلفة باستقبال طلبات التأشيرة الفرنسية، عن اعتماد نظام جديد لحجز المواعيد، يهدف بالأساس إلى التصدي لظاهرة الوساطة واستغلال المواعيد، خصوصاً من طالبي التأشيرة لأول مرة.
كان النظام القديم المعتمد في عملية الحجز يسمح للمواطنين بولوج الموقع الإلكتروني واختيار مواعيدهم بأنفسهم، غير أن هذا الإجراء فتح الباب أمام شبكات غير قانونية، استغلت ثغرات النظام لتقوم بحجز المواعيد وبيعها بأسعار مرتفعة،
ما أدى إلى إقصاء عدد كبير من المتقدمين الحقيقيين، وإثارة موجة استياء واسعة في أوساط الراغبين في السفر إلى فرنسا.
ولتجاوز هذه الإشكاليات، قامت TLScontact بإطلاق نظام حجز آلي وعشوائي، يعتمد على تسجيل المتقدمين لبياناتهم ودفع رسوم الموعد أولاً،
ليتم بعد ذلك تخصيص موعد بشكل تلقائي وعادل، دون تدخل بشري، مما يسد الباب أمام المتلاعبين.
ويُعتبر دفع رسوم الموعد شرطاً أساسياً لتأكيد الحجز، حيث يتم إلغاء المواعيد غير المؤدى عنها تلقائياً، ما يُتيح الفرصة أمام متقدمين آخرين للحصول على تلك المواعيد بشكل قانوني وشفاف.
وقد تم اختبار هذا النظام لأول مرة في الرباط خلال خريف 2024، حيث أظهرت النتائج انخفاضاً ملموساً بنسبة 48% في نشاط الوسطاء،
مع توزيع أكثر من 15,000 موعد بطريقة عادلة ومنصفة، وفق ما أكدته مصادر من الشركة.
ونظراً لنجاح هذه التجربة، تقرر توسيع نطاق النظام ليشمل مدن فاس، وجدة، وطنجة، مع برمجة انطلاق العمل به في الدار البيضاء ابتداءً من مارس 2025،
في إطار خطة شاملة لتحسين ظروف طلب التأشيرة في مختلف ربوع المملكة.
ويُعد هذا التحديث مؤشراً إيجابياً على حرص السلطات الفرنسية وشريكها TLScontact على تحسين جودة الخدمات، وتعزيز الثقة في عملية حجز المواعيد، والحد من الممارسات غير القانونية، التي تُثقل كاهل المواطنين.
الهدف من هذا التغيير، كما صرّحت به مصادر مقربة من الملف، هو ضمان عدالة الوصول إلى الخدمة لجميع المتقدمين، دون الحاجة إلى وساطة أو دفع مبالغ إضافية، وهو ما من شأنه أن يُعيد الاعتبار لمسار التأشيرة ويُسهّل الإجراءات الإدارية أمام طالبي السفر.