ثقافة و فن

احتفاء ربيع الجكرندا للمسرح المتوسطي: احتفاء بالهوية الفنية وجسور الحوار الثقافي

الهوية الفنية وجسور الحوار الثقافي

تعيش مدينة فاس، هذه الأيام على إيقاع التألق المسرحي، والحوار الثقافي، ضمن فعاليات الأسبوع الثالث من تظاهرة “ربيع الجكرندا للمسرح المتوسطي”، التي يحتضنها مسرح رياض السلطان، تحت ظلال أشجار الجكرندا المتفتحة.

مناسبة فنية وثقافية متميزة، تسافر بالجمهور في رحلة غنية، تجمع بين الفكر والإبداع، وتكرّس روح التبادل بين ضفتي المتوسط.

البرنامج يزخر بلحظات نوعية، أبرزها الندوة العلمية المبرمجة، يوم الجمعة 16 ماي على الساعة الرابعة بعد الزوال، تحت عنوان: “جان جينيه: الصوت المتعدد في ملتقى المتخيلات المتوسطية”.

لقاء علمي رفيع يشرف عليه نخبة من الأكاديميين والمبدعين، أمثال عمر فرتات، بيار كاتوسزوفسكي، رشيد منتصر، الزهرة مكاش، عبد المجيد أزوين، عبد الرزاق العمري، محمد سيف، وألبير ديشي.

مناسبة لاستحضار إسهامات، الكاتب الفرنسي الكبير، جان جينيه، الذي شكلت كتاباته معبرا أدبيا، وفنيا، بين عوالم متعددة، وأسست لنقاش ثقافي تجاوز الحدود.

في نفس اليوم، وعلى الساعة السابعة مساء، يستضيف الفضاء نفسه الفنان العالمي حسن كوياطي، في لقاء حواري مفتوح.

كوياطي، الذي يعد من أبرز الأسماء في المسرح المعاصر، سيشارك الحضور رؤاه الفنية وتجربته الغنية، متحدثا عن تأثير المخرج العالمي، بيتر بروك على مساره، وعن رؤيته المتجددة للمسرح كفضاء حي للتعبير والتجريب.

ويختتم البرنامج المسائي يوم السبت 17 ماي في نفس التوقيت، بعرض مسرحي فردي استثنائي للفنان فوزي بنسعيدي، بعنوان: “تُنسى، كأنك لم تكن”، المستلهم من قصائد الشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش.

عرض يزاوج بين الشعر، والأداء المسرحي، ينقل من خلاله بنسعيدي الحضور، إلى فضاءات من الحنين والمقاومة، تتقاطع فيها مفردات الحب، والحرب واليوميات، بأسلوب يمزج بين السخرية والتأمل.

“ربيع الجكرندا للمسرح المتوسطي”، ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو مساحة حرة للتلاقي والحوار، حيث يتحول المسرح إلى مرآة للعالم، والشعر إلى جسر بين الذات والآخر.

دعوة مفتوحة لعشاق الفن لاكتشاف تجارب فنية ملهمة، وللانخراط في لحظات تأمل جماعي تنبع من روح المتوسط وتصب في عمق الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى